التغريدات والمسؤولية الجزائية أصبحا بالخطورة بمكان، وذلك في ظل عصر التواصل الرقمي، فقد أصبحت التغريدات على منصة تويتر أداة تعبيرية شائعة، لكن قد يجهل البعض أن التغريدة قد تؤدي إلى مساءلة جزائية إذا تضمنت محتوى مخالفًا للقانون. وفق النظام السعودي، وخاصة نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، يمكن أن تتحول التغريدة من مجرد رأي شخصي إلى جريمة إلكترونية تستوجب العقوبة، لذلك التغريدات والمسؤولية الجزائية أمران لابد من الحذر منهم.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح (تويتر) سابقاً (منصة أكس) حالياً من أكثر المنصات استخدامًا في المملكة العربية السعودية للتعبير عن الرأي، نشر الأخبار، ومناقشة القضايا العامة. ومع ذلك، فإن الحرية في النشر لا تعني الإفلات من العقاب إذا تم تجاوز حدود النظام.
وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية والأنظمة ذات الصلة، يمكن أن تتحول التغريدة البسيطة إلى قضية جزائية قد تصل عقوبتها إلى السجن والغرامة.
ولذلك، سنناقش في هذا المقال متى تتحول التغريدة إلى جريمة، وما الأساس القانوني لذلك، وكيف يمكن للمغرد أن يحمي نفسه من المساءلة.
محتوى المقال
العمود الأول: ماهية التغريدات وخطورتها القانونية
1. تعريف التغريدة في السياق القانوني
التغريدة هي رسالة نصية أو مصورة يتم نشرها على منصة تويتر، ويُنظر إليها قانونيًا كـ”محتوى إلكتروني منشور”. ويخضع هذا المحتوى لأنظمة النشر الإلكتروني والجرائم المعلوماتية في المملكة العربية السعودية.
2. متى تكون التغريدة مخالفة للقانون؟
تصبح التغريدة مخالفة للنظام إذا تضمنت:
- إساءة إلى الدين أو القيم الاجتماعية.
- القدح أو التشهير أو السب بحق أشخاص أو جهات.
- نشر الشائعات التي تمس الأمن الوطني أو النظام العام.
- التحريض على الجريمة أو الكراهية.
العمود الثاني: الأساس النظامي للمسؤولية الجزائية
1. نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية
يُعد هذا النظام المرجع الأساسي في تحديد العقوبات على التغريدات المخالفة، حيث نصت المادة 6 على عقوبة السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لمن يرتكب أفعالاً مثل التشهير أو إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام أو القيم الدينية.
2. العلاقة بين حرية التعبير والمسؤولية
يضمن النظام السعودي حرية التعبير ضمن الضوابط الشرعية، لكن أي خروج عن هذه الضوابط يضع المغرد تحت طائلة المسؤولية القانونية.
العمود الثالث: نصائح لتجنب المسؤولية الجزائية
1. تحقق من صحة المعلومات قبل التغريد
نشر معلومات غير موثوقة قد يُعد نشر شائعات، وهو أمر مجرم قانونيًا.
2. تجنب الألفاظ المسيئة أو التشهيرية
حتى لو كانت الواقعة صحيحة، فإن نشرها قد يندرج تحت التشهير إذا تضمن مساسًا بسمعة الغير.
3. الالتزام بضوابط النقد المباح
يمكنك انتقاد الأفكار والسياسات بأسلوب موضوعي دون المساس بالأشخاص أو الهيئات.
أمثلة عملية وقضائية
1. مثال على قضية تشهير
أُدين أحد المستخدمين بنشر تغريدة تضمنت اتهامات شخصية بلا دليل، وحُكم عليه بالسجن والغرامة وحذف المحتوى.
2. مثال على نشر الشائعات
قام شخص بنشر تغريدة تتضمن معلومات كاذبة عن أحد البنوك، مما أدى إلى إضرار بسمعته، وتمت إحالته إلى النيابة العامة.
نصائح لتجنب المسؤولية الجزائية
- تحقق من صحة المعلومات قبل النشر.
- تجنب الألفاظ المسيئة أو التشهيرية حتى لو كانت الواقعة صحيحة.
- احرص على النقد الموضوعي للأفكار والسياسات بدلاً من الأشخاص.
- تجنب مشاركة الصور أو البيانات الشخصية دون إذن أصحابها.
- استخدم المنصة للتثقيف والنقاش البناء بدلًا من الجدال السلبي.
الخاتمة
أصبحت التغريدات أداة مؤثرة في تشكيل الرأي العام، لكنها في الوقت ذاته قد تكون سببًا في مساءلة جزائية إذا خالفت القوانين. ومن المهم لكل مستخدم لتويتر في السعودية أن يعي أن النشر على المنصات الإلكترونية يخضع لرقابة الأنظمة، وأن الالتزام بضوابط النشر يحميه من العقوبات.
موضوع مهم التبليغ عن الابتزاز الإلكتروني